الوعي الجمعي وسبونج بوب وجماعة التفكير في الهجرة

في إتصال هاتفي سابق، تعرّفت على شخص جديد (مصري)، وأخذنا الحديث عن جماعة التفكير في الهجرة والمتشائمين والمتذمرين باستمرار على الشبكات الاجتماعية وحتى حين نقابلهم على أرض الواقع، وقبل اتصاله بي، سألني على تويتر أنت هنا ولا هاجرت مع من هاجروا؟  أجبته وذكرت له بأنني لم ولن أهاجر وإن سافرت خارج مصر سيكون لغرض التعلّم أو اكتشاف الثقافات الأخرى لفترة محدودة فقط، وسأعود مرّة أخرى، بعيدًا عن حبي أو رضائي وعدم رضائي عن الوضع الحالي في وطني، ولكن أنا أنتمي لهذه الأرض وهذا المجتمع أنا مدين له بالكثير، وأعتقد أنني لن أحب الهجرة والاستقرار في بلد أجنبي\عربي، ولن استرسل كثيرًا في هذا الأمر فموضوع التدوينة ليست عنه.

أخذنا الحديث وذكر لي بأنه هاجر فترة إلى أمريكا لعدة سنوات بسبب ظروف عمله، وسافر أيضًا إلى كندا (حلم أي عربي) وأقام ٣ سنوات هناك ولم يتحمّل الإقامة بهذه البلد، وبعده عاد إلى مصر واستقر من وقتها، وأخبرني بأنه شخص متفائل مثل شخصية (سبونج بوب) الكارتونية، والتي يصاحبها شخصية أخرى دائمًا متشائمة طوال الحلقات الكارتونية، أكدت له بأن شخصيتي مقاربة لشخصيته ولكن باتزان وبحرص، انتهت مكالمتنا على أمل اللقاء قريبًا.

الوعي الجمعي الذي يتكوّن لدينا نتيجة تردد جمل سلبية ومتشائمة باستمرار لا نشعر بها مع مرور الوقت والبيئة المحيطة بنا وأثرها علينا، اتذكّر في وقت ما من حياتي كنت مُحاط بمجموعة من الأشخاص معظم حديثهم لا يخلوا من السلبية والتشاؤم فماذا حدث لي؟

بكل تأكيد أصبحت نسخة منهم وتأثرت بالفعل للأسف، ربما غيري قوي ويستطيع أن يحصّن نفسه من هؤلاء ولكن الإنسان مهما فعل من تحصينات فهو كائن (هشّ) يتأثر حين يكون الوعي الجمعي بالكامل بهذا الشكل، في المقابل حين بدأت بالعودة إلى الرياضة والبدء في ممارسة رياضة الدراجات الهوائية مثلًا، وانضممت لمجتمع الرياضين مثلًا، الوعي الجمعي لدى هذا المجتمع معظمه تفاؤل وإيجابيين ويحبون مساعدة الآخرين وتبادل الخبرات بدون أي مقابل، هذه الخطوة إن كانت متأخرة ولكن أنا سعيد أنني اخذتها.

الوعي الجمعي يا صديقي الذي يتكوّن داخل دهاليز الشبكات الاجتماعية أو المحيط الذي نعيش به يجب أن نكون حريصين كل الحرص في البعد عنه على الفور إن كان سلبي ومؤثر بشكل ضار على سلامنا وصحتنا النفسية، وعلى العكس إن كان الوعي الجمعي لمن تتابعهم على مواقع التواصل الاجتماعي إيجابيين فأنصح غيرك بمتابعتهم لتعّم الفائدة.

الوعي الجمعي أيضًا يؤثر على نمط حياتك، تخيّل أن تكون محاطًا بمجموعة من الكسالى؟ هل ستتحرك وتكون شخصًا نشيطًا يفعل ما يجب عليه القيام به بدون توجيه؟ كلا البتّة أعتقد ستكون أكثرهم كسلًا.

وهنا رسالة لمن توقّف عن ما بدأه من (أمر إيجابي\مفيد\نافع) بعد أن تبحث عن أسباب توقفك فيما بدأت، اسأل نفسك عن المحيط الذي تعيش فيه وأصدقائك الذين تحادثهم وتقابلهم كل فترة، كيف حالهم وما هي صفاتهم وأبرز ما لديهم من صفات حميدة\غير حميدة، هل وجدت المشكلة في أحد منهم أيضًا! إن كانت الإجابة بنعم، فأعتقد وبناء على تجربة سابقة لي في تحسين علاقاتي بالآخرين ودوائر أصدقائي أنصحّك بالتخلّص منهم على الفور، لا تخف فهذه ليست نهاية العالم، ولا تقلق من أي كلام سخيف سيقال في حقك لاحقًا بعد ذلك القرار، فالكلام والإدعاءات ما أسهلهم في أيامنا تلك. لا تكن شجرة للآخرين وأنت في حاجة لكل ورقة منك.


اختم كلامي بخصوص الوعي الجمعي على الشبكات الاجتماعية بهذا المثال:
أنا: أوه لقد اكتشفت أمرًا إيجابيًا اليوم في مدينتي حقًا أنه أمرًا رائع
تعليقات المتابعين لي: هل أنت مجنون لماذا تراه أمرًا إيجابيًا لما تكتب من الأساس عن الأمور الإيجابية هيا هيا تعقّل وارجع لرشدك وكن شخصًا ناقمًا متشائمًا مثلنا وإلا سوف نطلبك لك شرطة تويتر بسبب أنك لا تتذّمر مثلنا.

هذا كل شيء.

 

3 Comments الوعي الجمعي وسبونج بوب وجماعة التفكير في الهجرة

  1. محمد جمال

    فأعتقد وبناء على تجربة سابقة لي في تحسين علاقاتي بالآخرين ودوائر أصدقائي أنصحّك بالتخلّص منهم على الفور

    أتفق تماما
    فكما قرأت مرة
    لا املك المزيد من الوقت في حياتي لاهداره مع الاشخاص الخطأ

    Reply
  2. فيصل

    نعم انا اتفق معك بخصوص مع من تمشى ، ذلك يؤثر عليك وكذلك يتاثر بك لذلك الافضل ان تمشى مع من هو ناجح او ان تتخلص من جميع اصدقائك) ،

    Reply
    1. MidooDj

      لا تتخلّص من جميع أصدقائك فقط كن متزنًا لا تتسرّع في اتخاذ قرارت مصيرية بناء على تجربة صديق أو أخ إلخ 🙂

      Reply

✍️ اكتب تعليق