لماذا علينا التبرّع للمشاريع التقنية وصنّاع المحتوى الرقمي؟

منذ عشرات السنين واستفيد كل يوم من محتوى نصي أو مرئي وحتى الصوتي على الإنترنت مجانًا، هذا المحتوى أصحابه أدوّا مجهودًا لا بأس به حتى يقدّم لنا بالشكل المطلوب، لم تكن الاستفادة قائمة على المحتوى فقط، فقد استخدمت عشرات البرامج والأدوات المجانية ومفتوحة المصدر والحرّة منها وساعدتني في إنهاء مهام متعلقّة بعملي أو حتى أمور تخصّ حياتي الشخصية، هذه البرامج وهؤلاء الكتّاب صنّاع المحتوى بأنواعه يحتاجون من وقت لآخر لإجراء تجديدات وتحديثات تكلفهم أموالًا قد لا يستطيعون الاستمرار في دفعها مثلًا ومنها تبدأ مقبرة هذه المعرفة الحرّة.

ولنعود للخلف قليلًا في زمن المنتديات الذهبي

كان هناك قسمًا للدعم والتبرّع في المنتديات الكبيرة

والتي تتكبّد مصاريف شهرية من خوادم وغيره كبيرة ولا يتيحون وضع إعلانات لديهم ويعتمدون بشكل كامل على تبرعات الأعضاء لو تتذكرّون منتدى سوالف قبل أن يبدأ في الاندثار والاضمحلال كانوا لا يقبلون إظهار أي نوع إعلانات للأعضاء أو حتى الزوّار وهذا سبب من أسباب نجاح المنتدى وقتها، مقارنة بمنتدى ترايدنت مثلًا الذي كانت لديه نموذج ربحي قائم على عرض الإعلانات النصية أو الصورية.

حين بدأت النضج قليلًا وأدركت أنه يجب علي في وقت ما أن اقدّم تبرعات أو دعم بقدر المستطاع لمن يقدمون افادة للآخرين بدون ازعاجهم أو شراء بياناتهم ومشاركتها مع طرف ثاني وثالث ورابع 😂
قمت بالتبرّع والدعم لعدة أشياء منها:

  1. التبرع لبرنامج VLC أشهر برامج عرض الصوتيات والمرئيات مفتوحة المصدر والمجانية.
  2. تبرّعت لمعسكرات مؤسسة أضف الرقمية والتي تتيح كل عام منحة كاملة لأحد الشبان الغير قادرين للمشاركة في هذا المعسكر والذي تبلغ متوسط تكلفته من ١٠٠٠ لـ ١٥٠٠ دولار أمريكي.
  3. قدّمت دعم لمدّة سنة كاملة إن لم تخني الذاكرة لـ بودكاست عربي مميز (كلام) للزميل الجميل ثمود.
  4. أيضًا قمت بالتبرع لمدونة مهتمة بالثقافة الجنسية وتحسين العلاقات بين الجنسين.
  5. تبرّعت من قبل ببعض الكتب التي لا احتاجها أو انتهيت من قراءتها لأشخاص آخرين في حاجة إليها.

أحاول كل فترة وحين تكون هناك فرصة الاستمرار في هذا الأمر، فيجعلني أشعر بالرضا وكذلك أحسّ أن ذلك سوف يفيد ملتقيّن التبرعات بأشكال مختلفة لضمان الاستمرارية والاستدامة لما بدأوه ويقدموه لنا.

هل قمت بالتبرّع أو دعم أي صانع محتوى أو مشروع رقمي من قبل؟ شاركني بتجربتك في التعليقات.

🔗 روابط: 

هذا كل شيء.

مصدر الصورة

13 Comments لماذا علينا التبرّع للمشاريع التقنية وصنّاع المحتوى الرقمي؟

  1. يونس بن عمارة

    أحييك على روحك المبادرة، وبالفعل ثقافة التبرع لا بد من أن تنتشر أكثر في الوطن العربي. لي تجارب قليلة في الدعم بعضها ناجح وبعضها لم ينجح على سبيل المثال كنت قد أعلنت في حسوب أني سأتكفل بجوائز مسابقة ضاد الخاصة بإثراء ويكيبديا في حال كان الفائز جزائري أو جزائرية وذلك لدعم الكتاب الجزائريين. للأسف لم يصل جزائري لتلك القائمة في الفترة التي عرضت فيها الدعم.
    وأود ان أشير لنقطة مهمة في مجال التبرع هنا وهو أن على المتبرع أن يوازن بين دعمه المحلي والدولي. فيكون دعمه الدولي مثلا خمسين بالمئة ودعمه المحلي خمسين مع أني شخصيا أفضل الصيغة 80 بالمئة محلي و20 دولي.

    Reply
    1. MidooDj

      شكرًا لتعليقك عزيزي يونس، وأشكرك على تضمينك لرابط التدوينة في مدونتك الشخصية هذا شرف كبير لي، واتفق تمامًا معك وخاصة في نقطة التوازن في الدعم المحلي والدولي.

      Reply
  2. عيسى

    تدوينة ممتازة وموضوع غاية في الأهمية.
    التبرع وتقدير جهد الآخر ثقافة تكتسب مع مرور الوقت،
    في الماضي كنا “نسرق” البرامج المدفوعة عن طريق “تهكيرها” أو “كركرتها” ههههه والآن أصبحنا نتحدث عن التبرع للبرامج المجانية ودعمها.
    تحول مهم في ذهنية المستخدم العربي أتمنى يتطور الموضوع بشكل أكبر حتى نرى مبادرات عربية مجانية وقائمة على التبرع مثل FreeCodeCamp و خان أكاديمي.
    تحياتي للغالي محمود

    Reply
  3. Pingback: متفرقات 15: - فرزت

  4. ريان عبدالرحمن

    صراحة لم أتبرع يومًا ما لصنّاع المحتوى أونلاين ولكني بعد مطالعتي لهذا المقال سأتبرع إن شاء الله…
    شكرًا لك لتشجيع التبرّع ونشر ثقافته على الإنترنت!

    Reply
  5. Pingback: كل نصّ تتوسطه (ق) .. عدا نصيّ هذا! - مدونة م.طارق الموصللي

  6. سعد

    اول شي عاشت ايدك ع الموضوع 🙂
    ضعف انتشار ثقافة التبرع سببه عدة أمور منها:
    – غياب الوعي وتعود الاخذ بلا مقابل
    – ضعف الحالة المادية لقطاع كبير من الشباب
    – عدم انتشار وسائل الدفع الإلكتروني الا مؤخرا في عدة بلدان عربية
    يمكن بالفترة الأخيرة تحسن الوضع قليلا لكن بعده ضعيف جدا مقارنة بالمجتمعات الغربية.
    عن نفسي أول مره تبرعت في السنة الماضية وكان لمنصة اجنبية تعلم الانكليزية.. بالرغم من بساطة المبلغ ولكن شعرت بسعادة وشجعني هذا لمواصلة التبرع،
    بالمناسبه عجبتني فكرة الاخ يونس بتقسيم الدعم بين دولي ومحلي وسأطبق الأمر في حال تحسن الحالة المادية 🙂

    Reply
    1. MidooDj

      شكرًا جزيلًا للطفك وتعليقك، أعجبني أنك بدأت بالفعل في تطبيق ثقافة التبرع والدعم وسعيد بأنك اعجبت بفكرة الزميل المبدع يونس.
      كل التوفيق 👌

      Reply
  7. ميساء الخضير

    شكرًا محمود على السؤال. نعم تبرعت مرتين لصديقتي لينا شنك، وذلك للتفرغ للعمل على إنتاج كتابها “قاع المدينة”، والذي يحكي قصصًا حقيقية بأسلوب صحفي وقصصي لأشخاص يعيشون في مدينة عمّان.
    كانت تحربة ممتعة كما أدعم بعض المشاريع الأخرى من وقت لآخر 🙂

    Reply
    1. MidooDj

      العفو، لا شكر علي واجب ورائع أ. ميساء تبرعك ودعمك لصديقتك، نحتاج نشر هذه الثقافة جميعًا كصنّاع محتوى بمختلف أنواعه هذا يضمن نسبيًا استدامة انتشار المحتوى عالي الجودة على الإنترنت.

      Reply
  8. mamdouhhasan

    أستاذي محمود حفظك الله

    أود أن أشكرك على مقالتك، لقد لمست كلماتك أعماق قلبي وأحييت فيَّ شعوراً إنسانياً.

    الشعور بالرضا والسعادة عندما تتبرع لدعم المشاريع الرقمية هو تعبير صادق عن روح الإنسانية التي تجمعنا جميعًا.

    عندما نمد أيدينا لنساعد الآخرين، فإننا نعزز من قيم التضامن والتعاطف التي تميزنا كبشر. فنحن نسهم في بناء مجتمع أكثر ترابطًا وتآزرًا.


    بس إي بس 😍

    Reply

✍️ اكتب تعليق